أوباما والصحوة العربية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أوباما والصحوة العربية

    تمحور خطاب الرئيس باراك أوباما بشأن الشرق الأوسط حول الوعد بتقديم مساعدات جديدة لدعم الإصلاح في المنطقة. وما زالت هذه المقترحات بحاجة إلى توضيح، وإذا أخذنا الصعوبات المالية التي تواجهها الولايات المتحدة في الوقت الراهن، فستشمل هذه المقترحات تقديم مبالغ متواضعة نسبياً ـــ لكن التصميم واضح. فبنوع من التردد وفي وقت متأخر نوعاً ما، يرغب الرئيس أوباما في أن يضع الولايات المتحدة على الجانب الصحيح من التاريخ.

    والهدف نبيل، فالصحوة العربية تعتبر لحظة تاريخية. وكي نكون متأكدين، يجب على العرب أن يحصلوا عل حريتهم بأنفسهم: نفوذ الولايات المتحدة له حدود وإذا تم الإلحاح على طلبه كثيراً، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية. لكن مع إدراكنا لذلك، فإن إدارة أوباما تستطيع، وينبغي لها، أن تساعد ـــ عن طريق تقديم العون، وعن طريق التجارة وبناء القدرات ـــ البلدان التي تكافح لنفض الظلم عنها والتحول إلى مجتمعات حديثة. ومع اقتراب قيام مجموعة الثماني ببحث المبادرات التجارية والاقتصادية في مصر وتونس ودول أخرى، فإن التوقيت مناسب.


    ومع سرورها، مثل دول كثيرة في المنطقة، بوعد أوباما بتقديم الدعم، سترى بلدان المنطقة أن الملاحظات التي أبداها حول إسرائيل وفلسطين ضعيفة جداً. وفي إشارة منه إلى انفراج العلاقات بين حماس في غزة وفتح في الضفة الغربية، دعا الرئيس حركة حماس لنبذ الإرهاب والاعتراف بحق إسرائيل في الوجود. وفيما يتعلق بالالتزامات المترتبة على إسرائيل في عملية السلام الميتة، لم يزد على أن كرر دعم الولايات المتحدة لحل الدولتين، على أن تستند الحدود في الغالب إلى خطوط عام 1967.


    ويواجه الرئيس مطالبات تدعوه إلى تبني موقف أكثر صلابة تجاه حليفة الولايات المتحدة منذ عهد طويل. ويتزايد الزخم في الأمم المتحدة، دعماً للاعتراف بدولة فلسطين واتخاذ موقف معارض من بناء المستوطنات. وكان بعضهم يأمل في أن يتخذ أوباما موقفاً مغايراً في ذلك الاتجاه، لكن ملاحظاته جاءت، على الصعيد العلني على الأقل، متسمة بالحذر.


    إن أوباما الذي اجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في واشنطن واقع جزئياً تحت ضغط التأييد الغريزي القوي لإسرائيل في أوساط الناخبين الأمريكيين، لكن ينبغي عليه أن يتحدث بصراحة فيما بينهما. إن إسرائيل حليف استراتيجي ثمين للولايات المتحدة، ليس أقله في محاولتها احتواء إيران. لكن سيكون خطأ كبيراً في الحسابات أن يفترض نتنياهو، كما يبدو أنه يفعل، أن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل سوف يستمر إلى ما لا نهاية، بغض النظر عن رفض إسرائيل التوافق مع الفلسطينيين.


    وفي هذا السياق تعتبر الصحوة العربية بالغة الأهمية. إن مواقف الولايات المتحدة من إسرائيل آخذة في التغيير. وسيعمل تحول العالم العربي إلى الديمقراطية على تغيير آراء الولايات المتحدة حول إسرائيل لتكون أكثر انسجاماً مع مواقف البلدان الأخرى. وهذا ما ينبغي أن يقوله أوباما. ويحسن بنتنياهو، من أجل إسرائيل، أن يصدقه.
يعمل...
X