قائد جديد لصندوق النقد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قائد جديد لصندوق النقد

    طاحونة الشائعات عبر الأطلسي تدور باندفاع مفرط. هناك أحاديث كثيرة عن أن دومينيك شتراوس كان، رئيس صندوق النقد الدولي، سيتخلى قريبا عن منصبه لخوض الانتخابات الرئاسية الفرنسية العام المقبل. وأطلق هذا حالة من الاهتمام بخليفته المحتمل. وآخر اسم طرح في هذا الإطار هو جوردون براون، رئيس وزراء المملكة المتحدة السابق.

    من منطلقات عديدة يعد براون مرشحا ذا صدقية. فبوصفه وزيرا عماليا شغل منصب وزير المالية لفترة طويلة، ولاحقا رئيسا للوزراء، يكون براون قد بقي منغمسا في الاقتصاد العالمي على مدى 13 عاما. وهذا أكسبه الخبرة الفنية والاتصالات الدولية التي من شأنها أن تكون مفيدة للعمل في الصندوق. وفوق ذلك، عندما كان الاقتصاد العالمي متجها نحو كارثة في أواخر عام 2008، ساعد براون في هندسة توافق عالمي حول الحاجة إلى محفزات مالية، وكذلك الحاجة إلى إضفاء استقرار على القطاع المصرفي. وفي النهاية أدت الخطة إلى التخفيف من الأزمة.


    لكن مشكلة براون تكمن في أن الحكومة الائتلافية التي يقودها المحافظون تعارض احتمال شغله منصب شتراوس كان. هذا الموقف ربما كان منطلقا من عملية تسجيل نقاط سياسية، لكن رواية ديفيد كاميرون السياسية تقوم على تصوير براون بأنه اتسم بالتهور المالي عشية الأزمة. ومن شأن فيتو بريطاني أن يكون كافيا لإنهاء آمال براون في شغل أعلى منصب في الصندوق الدولي.


    وعلى أية حال هناك عدة مرشحين آخرين لا يقلون كفاءة يمكنهم إدارة صندوق النقد الدولي الذي انبعث من جديد تحت إدارة شتراوس ولعب دورا رياديا في إدارة الأزمة المالية العالمية. وينبغي لمساهمي الصندوق نشر شبكتهم في نطاق واسع، بحثا عن خليفة محتمل.


    لقد عملت الأزمة المالية على الإسراع بتحول القوة الاقتصادية شرقا. وتوجد الآن ضغوط لتعيين شخص من البلدان النامية رئيسا لصندوق النقد الدولي. التقليد الأوروبي ـ الأمريكي الراسخ منذ وقت طويل، الذي يقضي باقتسام المنصبين الكبيرين في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي منفصلا عن العصر. وبالنظر إلى التوازن العالمي الجديد للقوة الاقتصادية، فإن جعل الملعب ضيقا بصورة مصطنعة يؤدي إلى إضعاف صدقية هاتين المؤسستين.


    لقد انقضت الأيام التي كان فيها صندوق النقد الدولي يملي فيها شروطه على البلدان الناشئة. والواقع أن كثيرا من نشاطه في الآونة الأخيرة كان متعلقا بالاقتصادات الأوروبية التي تعاني المتاعب. وإجمالا تكمن جدواه في التوفيق بين مشورته وفاعلية برامجه الإشرافية. واختيار رئيس صندوق النقد ينبغي أن يعتمد على مزايا المرشح، رجلا كان أو امرأة. وأفضل مرشح يجب أن يكون ذا إدراك اقتصادي سليم، وثقل سياسي، وقدرة على إدارة جهاز بيروقراطي كبير.
يعمل...
X