المتشددون في ايران يستفيدون من قضية البريطانيين المحتجزين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المتشددون في ايران يستفيدون من قضية البريطانيين المحتجزين

    يحاول المتشددون المناهضون للغرب في ايران تحقيق مكاسب من وراء احتجاز 15 من البحارة ومشاة البحرية البريطانيين من خلال تهميش خصومهم الاكثر اعتدالا.

    ويقول محللون ايرانيون إن المتشددين يريدون تحويل المواجهة الى قضية كرامة وطنية وان المعتدلين يخاطرون بأن ينظر اليهم على أنهم مستعدون للاذعان اذا نصحوا بالحذر.

    ويقول محللون إن بريطانيا التي تواجه الى جانب القوى الكبرى الاخرى أزمة أخرى مع ايران بخصوص برنامجها النووي ربما عززت دون قصد موقف المعارضين للتسوية من خلال نقل القضية الى الامم المتحدة وزيادة المخاطر.

    وقال محلل ايراني طلب عدم الكشف عن اسمه "سيحقق المتشددون أكبر المكاسب من ذلك. انهم الان في موقف يسمح لهم بالقول .. (ألم نقل لكم ان تلك هي القوى التي تبحث عن أي ذريعة للضغط علينا)."

    وأضاف "أصبح حل المشكلة أكثر صعوبة بالنسبة للمعتدلين والذين يتبنون نهجا عمليا."

    ويقول مسؤولون بريطانيون انه لا خيار أمامهم سوى اتخاذ نهج أشد صرامة بعدما فشل نهج أهدأ في انهاء المواجهة.

    واحتجز الحرس الثوري الايراني معقل خصوم التسوية مع الغرب 15 من البحارة ومشاة البحرية الملكية البريطانية في 23 مارس اذار الماضي مما أشعل أزمة دبلوماسية في وقت يشهد توترات دولية عالية بالفعل بسبب برنامج ايران النووي.

    وتقول طهران إن المحتجزين دخلوا مياهها الاقليمية بشكل غير مشروع بينما تقول لندن انهم كانوا في مياه عراقية.

    وأثار الاحتجاز انتقادات دولية لايران ووصفه الرئيس الامريكي جورج بوش بأنه احتجاز غير مبرر بينما عبر مجلس الامن التابع للامم المتحدة عن "قلقه العميق" بسبب الحادث.

    وبموجب نظام الحكم في الجمهورية الاسلامية فان من يقرر سياسة الدولة في نهاية المطاف هو الزعيم الاعلى الايراني اية الله علي خامنئي الذي لم يعلق على القضية علنا حتى الان.

    ويقول محللون إن الزعيم الاعلى يتوصل الى قراراته من خلال السعي لتحقيق توافق في الاراء بين نخبة حاكمة مما يفسح المجال أمام الفصائل المتنافسة للصراع من أجل النفوذ. غير أن النظام السياسي في ايران المتعدد الطبقات وأيضا الخصومات تعكر التوجهات السياسية وهو ما يمكن أن يؤدي الى اشارات مختلطة.

    وقال حميد رضا جلالي بور الاستاذ بجامعة طهران "لا يوجد صوت واحد (فقط) في هذه القضية" الخاصة بالبريطانيين.

    ووبخ الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الذي دائما ما ينتقد الغرب "المتعجرف" بريطانيا بشدة لعدم اعتذارها وقال ان لندن لا تتبع "السبيل القانوني أو المنطقي" في الخلاف.

    لكن وزارة الخارجية الايرانية استخدمت لهجة أكثر نزوعا للتصالح حين تحدثت عن ايجاد حل "مقبول من الطرفين" غير أن محللين يقولون ان ذلك ربما لا يعكس وجة نظر القوى الاكثر نفوذا مثل الحرس الثوري.

    ودعا رجل دين معتدل يمثل خامنئي لدى الشرطة إلى إطلاق سراح المرأة الوحيدة ضمن المحتجزين البريطانيين بعدما قالت طهران إنها علقت الافراج المزمع عنها بسبب تصرفات بريطانيا.

    غير أن أغلب الأصوات التي تتبنى نهجا عمليا لم تقل الكثير حتى الآن.

    وقال شاهرام تشوبين المحلل بمركز جنيف لسياسة الأمن "من الذي يستفيد من ذلك داخليا.. الإجابة هي.. المتشددون. إنها دائرة الحرس الثوري المؤيدة لأحمدي نجاد والدائرة المتشددة."

    وربما يكون هذا النزاع وسيلة مفيدة لأحمدي نجاد لصرف الانتباه حيث يواجه انتقادات متزايدة لإدارته للاقتصاد.

    كما ألقي باللوم أيضا على أحاديث أحمدي نجاد المناهضة للغرب في إثارة التوترات بشأن خطط إيران النووية التي ينظر إليها الغرب على أنها محاولة لصنع أسلحة نووية وهو ما تنفيه طهران. وأقر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة منذ ديسمبر كانون الأول قرارين يفرضان عقوبات على طهران.

    لكن خامنئي الذي انتقد الحكومة بسبب التضخم منح الرئيس تأييدا قويا في كلمة له قبيل نشوب الخلاف مع بريطانيا. وقال بعض المحللين إن ذلك يشير إلى انتعاش فرص أحمدي نجاد ومؤيديه.

    وقال جلالي بور إن المتشددين ربما يسعون لاستغلال الأزمة مع بريطانيا لتعزيز أوراق اعتماد إيران في العالمين العربي والإسلامي حيث يثني كثيرون على دعوة أحمدي نجاد إلى ازالة إسرائيل "من على الخارطة" وعلى تحديه للغرب.

    وبريطانيا هدف سهل في إيران حيث الشكوك متأصلة في نوايا القوة الاستعمارية السابقة بسبب تاريخها الطويل في التدخل في السياسة الإيرانية بما في ذلك دورها في الإطاحة برئيس وزراء إيراني يتمتع بشعبية كبيرة في الخمسينات.

    ودعت ميليشيا الباسيج الدينية التي ينظر إليها على أنها مؤيدة لأحمدي نجاد إلى إغلاق سفارة "الشيطان البريطاني القديم".

    وقال جلالي بور "لكن إيران تواجه في المدى المتوسط مشكلات كثيرة مع الولايات المتحدة ومع البلدان الصناعية الأخرى وهذا النوع من الأنشطة يجعل الوضع أسوأ."

    ويقولون محللون إن المواجهة بشأن البحارة ومشاة البحرية البريطانيين قد تزيد من صلابة العزم الغربي في النزاع النووي حتى في حالة التوصل إلى حل قريب لها


    سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

    اللهم لا حولَ ولا قوة إلا بك


    اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد


    حسبي الله ونعم الوكيل

    حسبي الله ونعم الوكيل

    حسبي الله ونعم الوكيل

    حسبي الله ونعم الوكيل

    حسبي الله ونعم الوكيل

    حسبي الله ونعم الوكيل


يعمل...
X