ملامح الاقتصاد العالمي خلال 2009 "غير واضحة"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ملامح الاقتصاد العالمي خلال 2009 "غير واضحة"


    تيسير هشام سمكة
    احتلت الأزمة المالية الأمريكية التي اتخذت الطابع العالمي صدارة الصحف ووسائل الإعلام العالمية، وبات رصد أثار تلك الأزمة على المستوى العربي بشكل عام، والخليجي بشكل خاص، من الموضوعات التي تستأثر باهتمام الشارع العربي .
    وفي هذا الصدد أظهر تقرير اقتصادي حديث أن ملامح الاقتصاد العالمي، خلال الفترة المتبقية من العام الحالي وعام 2009 غير واضحة، إلا أنه أكد أن كافة التوقعات تشير إلى انحسار تأثيرات الأزمة المالية الأمريكية على دول الخليج، بحيث أن موازنات هذه الدول ترتكز على أساس أسعار منخفضة لبرميل النفط لا تتجاوز في أوقات كثيرة 40 دولاراً، ما يجعلها في مأمن من أية آثار فجائية مستقبلية.
    وتوقع تقرير "نفط الهلال" الأسبوعي أن تحتاج الأزمة المالية التي يواجهها الاقتصاد الأمريكي إلى فترة لا تقل عن ثلاث سنوات لتجاوزها، نظراً إلى الأهمية التجارية والمالية للدولار وارتباطه مع دول العالم كافة، على اعتبار أنه عملة عالمية لا بد من أن تتأثر وتؤثر في ما حولها من متغيرات سياسية واقتصادية، ما يتفاعل بقوة عند الحديث عن أكبر مستهلك للنفط في العالم.
    ونقلت صحيفة "الحياة" اللندنية عن واضعو التقرير "أن التداعيات المالية، في أسواق الولايات المتحدة، ألقت بظلالها على أكبر اقتصاد في العالم وعلى قدرته في تجاوزها بأقل خسائر، متوقعة أن يشهد الطلب الأمريكي على النفط انحساراً تدريجياً مقارنة بتوقعات صدرت في وقت سابق"
    يذكر ان متوسط حجم الاستهلاك في السوق الأمريكية، على مدى الأسابيع الأربعة الأخيرة، نحو 20 مليون برميل يومياً، متراجعاً بنحو 2% عن مستويات الاستهلاك في الفترة ذاتها من العام الماضي، بحسب تقرير وزارة الطاقة الأمريكية الأخير، مع الأخذ في الاعتبار أن حصة الواردات الأمريكية من النفط تشكل ما تزيد على 55% من إجمالي حاجة الاستهلاك المحلي.
    وأضاف تقرير "نفط الهلال" أنه "مما لاشك فيه، أن الاقتصاد الأمريكي، يتأرجح حالياً بين معادلتين، أولهما "الأسعار المرتفعة التي سجلها برميل النفط، ومحاولات الاقتصاد تلافي الركود الاقتصادي عن طريق زياد الإنتاج والتصدير وخفض سعر صرف الدولار أمام العملات الرئيسة، في ظل بقاء العجز في الميزان التجاري والحساب الجاري، ثابتاً، بعدما وصل إلى ما يزيد عن 62.2 مليار دولار".
    وثانيهما "قوة الاقتصاد الأمريكي وبقاؤه الجهة المثلى لجذب الاستثمارات، نتيجة استحواذه على أعلى درجات التصنيف الائتماني، لاعتماده على الثقة المبنية على أساس قدرة أمريكا على التسديد، ما يجعل قرارات أصحاب الفوائض النقدية للدول المصدرة للنفط تتجه إلى شراء أذونات الخزينة في شكل دائم فتشكل دعماً للاقتصاد الأمريكي بخاصة وتساهم في إعادة الاستقرار المالي والائتماني العالمي بطريقة غير مباشرة".
    وخلال الاسابيع الماضية فقد منيت الأسواق الأمريكية والمستثمرون في قطاعات مختلفة أضعاف قيمة خطة الإنقاذ التي أقرها مجلس النواب أمس الأول والبالغ حجمها 700 مليار دولار والتي سيتحمل وزرها دافعو الضرائب في أمريكا ، والشركات الكبرى والقوى العاملة والاقتصاد الأمريكي على المستوى الكلي في نهاية المطاف.
    وعلى صعيد متصل نقلت صحيفة "القبس" الكويتية عن التقرير الأسبوعي للمجموعة الدولية للوساطة المالية خلال رصده لحركة أسواق المال العالمية إن أداء أسواق الأسهم الأمريكية خلال الأسبوع الماضي كان الأسوأ في سبع سنوات نتيجة المخاوف من أن خطة الإنقاذ لن تكسر جمود أسواق الائتمان أو تحول دون ركود أمريكي منتظر.
    وعلى الجانب الأكثر تشاؤما حذر كبير الخبراء الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي سابقا سايمون جونسون من التعرض لركود عالمي جراء الأزمة المالية المدمرة التي ضربت الولايات المتحدة وأوربا، قائلا إن خطة الإنقاذ التي مررها الكونجرس الأمريكي لا تعدو كونها إجراء طارئا لن يحول دون انكماش خطير لأكبر اقتصاد في العالم.
    ووفقا لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" أضاف جونسون انه من الواضح أن الولايات المتحدة تسير على أحسن تقدير نحو ركود اقتصادي حاد، متوقعا "ركودا وليس كسادا" على المستوى العالمي، و مضيفا أن التحرك الدولي في غاية الأهمية لاستعادة الثقة في أسواق الائتمان.
    تيسير هشام سمكة
    ->< ابو باسل ><-
يعمل...
X