منظمات الطاقة العالمية بين فكي الطلب العالمي وارتفاع أسعار النفط

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • منظمات الطاقة العالمية بين فكي الطلب العالمي وارتفاع أسعار النفط

    تحت رعاية منتدى الطاقة الدولي وبمشاركة منظمة الدول المصدر للنفط أوبك ووكالة الطاقة الدولية عقد في الكويت مؤتمر وزراء الطاقة والبترول في آسيا، وذلك بهدف مناقشة أوضاع الطلب العالمي على الطاقة على المدى الطويل، إلى جانب مناقشة قرارات الاستثمار في المستقبل وتحديد معدلات الطلب العالمي، إضافة إلى تقلبات الأسعار، وقد شارك العديد من الوزراء يمثلون البلدان المستهلكة والمنتجة في هذا المؤتمر.
    ويأتي هذا المؤتمر في خضم التوترات السياسية في الدول المصدرة للنفط، إضافة إلى تأثير التسونامي على التوسع في استخدامات الطاقة النووية، علاوة على قدرة البلدان المنتجة والسوق في التخفيف من حدة الأسعار، وضمان استقرار السوق.
    وعلى صعيد آخر أشار مركز دراسات الطاقة في لندن أن أسواق النفط قد شهدت دعما كبيرا من قبل أساسيات السوق لأسعار النفط الخام وذلك منذ منتصف عام 2010، حيث تم الاستهلاك من المخزون منذ نهاية الربع الأول من 2010، ويقدر الكمية التي تم استهلاكها بأكثر من 1.4 مليون برميل يوميا خلال النصف الثاني من هذا العام، وأصبح عدد أيام كفاية الطلب للمخزون العالمي أقل من 70 يوما مع بداية الربع الثاني من 2011، وهي نفس مستويات 2008، وهي تقل عن مستويات المخزون العالمي للعام الماضي بمعدل خمسة أيام.
    ومن المثير إلى الدهشة أن التقارير التي أصدرتها وكالة الطاقة الدولية ومن الأمور اللافتة للاهتمام هي أن تقارير وكالة الطاقة الدولية، وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، وسكرتارية منظمة الأوبك، لم تحدث تغييرات كبيرة لتوقعاتها لشهر إبريل بالنسبة للسوق النفطية العالمية لعام 2011، حيث تتوقع وكالة الطاقة الدولية وسكرتارية الأوبك زيادة سنوية للطلب العالمي للنفط عند 1.4 مليون برميل يوميا، بينما تتوقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن تصل الزيادة إلى 1.5 مليون برميل يوميا وهي في مجملها متقاربة.
    وأثار المؤتمر الاضطرابات التي تحدث في الشمال الأفريقي والتي كان لها تأثير كبير على ارتفاع أسعار النفط على وجه الخصوص حيث وصلت الأسعار إلى حاجز 125 دولارا للبرميل، وذلك على الرغم وفرة الإمدادات في الأسواق، ووجود فائض في القدرة الإنتاجية، إلى جانب الفائض في طاقة التكرير.
    هذا وتمتلك السعودية وحدها أكثر من ثلاثة ملايين برميل يوميا من الطاقة الإنتاجية الفائضة لكنها أوضحت أنها لن تضخ كميات إضافية في السوق إلا إذا كان هناك طلب حقيقي في السوق، وتذكر مصادر السوق أن السعودية قد رفعت إنتاجها بمقدار 400 ألف برميل خلال الربع الأول من 2011، وقال محللون أيضا إن المملكة قد تصبح أكثر ارتياحا إزاء ارتفاع الأسعار مما هي عادة في الوقت الذي تحتاج فيه إلى إيرادات من أجل خطط الإنفاق الاجتماعي للمساعدة على إخماد اضطرابات محتملة حيث ذكر البيت الاستشاري بيرا وغيره أن الأسعار التي تحقق الموازنة في حدود المائة دولار للبرميل.
    ووسط انتشار القلق بشأن الطلب العالمي على النفط ما زالت الصين هي الداعم الإيجابي للطلب على النفط على المستوى العالمي، حيث يقدر معدل أداء الاقتصاد الصيني خلال الربع الأول من 2011، عند 9.7%، وقد بلغ استهلاك الصين من النفط 9.2 مليون برميل يوميا في شهر مارس 2011، ومما لا شك فيه إن إبقاء الصين على مستويات الطلب على النفط يوحي بقوة أداء الاقتصاد الصيني، وأنه على الرغم من ارتفاع أسعار النفط وبلوغها مستويات قياسية لكن معدل الاستهلاك ما زال عاليا، حيث حقق الاستهلاك الصيني زيادة سنوية مقدارها 1.1 مليون برميل يوميا خلال الربع الأول، ولا تزال الصين هي الداعم الحقيقي للزيادة المتواصلة في الاستهلاك العالمي، رغم متانة الطلب في الصين، إلا أن معدل الاستهلاك حسب نصيب الفرد، متواضع إذا ما تمت مقارنته في المعدل في البلدان الصناعية مثل اليابان وكوريا الجنوبية، وهذا ما يؤكد دعم توقعات الزيادة للطلب في الصين حتى عام 2020، مع توجهات التمدن وتحسن الأجور ومستويات المعيشة.
    هذا وقد ناقش المؤتمر قضية قيام الصين ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة برفع أسعار بيع الوقود بالتجزئة، لكن البعض أشار إلى أنه من المتوقع أن يكون الأثر محدودا لأن من يستطيع شراء سيارة في الصين لا يزال بإمكانه دفع ثمن الوقود، وفي السياق ذاته، بعد توقف في معدل الاستهلاك الآسيوي في 2008، ارتفع معدل الاستهلاك السنوي الآسيوي خلال الأعوام 2009 و2010 بـ 2.1% و5.1% على التوالي.
    تقدر وكالة الطاقة الدولية إنتاج منظمة الأوبك لشهر مارس 2011 عند 29.2 مليون برميل يوميا وهل يقل عن إنتاج المنظمة في شهر فبراير 2011 عند 30.1 مليون برميل، وما زالت القدرة الإنتاجية للمنظمة عند 35.1 مليون برميل يوميا مما يعني وفرة الفائض عند 5.9 مليون برميل يوميا.
    وأشارت أجندة المؤتمر إلى أن العراق ما زالت من أهم منتجي النفط على مستوى العالمي وتزداد أهميتها كلما نجحت في بلوغ أهدافها الإستراتيجية في رفع معدلات الإنتاج والتصدير، ولأهمية العراق المتنامية ينبغي التنسيق داخل ومع دول الجوار على وجه الخصوص لأن حجم الإنتاج والتصدير سيؤثر على السوق والأسعار، وربما على حساب الصادرات من بلدان أخرى، بالنظر إلى توقعات الطلب والعرض خلال العشرين عاما القادمة، ويذكر أن إنتاج العراق يصل إلى 2.7 مليون برميل يوميا.
    وعن توقعات أسعار النفط أشار بعض الخبراء إلى أنه من المتوقع أن ترتفع أسعار النفط متجاوزة حاجز الـ 150 دولارا للبرميل، وهو ما سوف يثير مخاوف وهو ما حذر منه صندوق النقد الدولي بأن العالم قد ينزلق إلى حالة ركود مرة أخرى. وتبقى مخاطر استمرار الأسعار في الارتفاع، حيث إن أي تباطؤ في النمو سيكون أشد وطأة وسيزيد احتمالات الركود.
يعمل...
X