تويت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أثر يحتاج إلى تأمل ففيه عبر وفوائد
هو ما رواه الدارمي وصححه الألباني، انظر السلسلة الصحيحة 5 / 12 ، حديث رقم 2005
عن عمرو بن سلمة :كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل الغداة ، فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد ، فجاءنا أبو موسى الأشعري، فقال أَخَرَجَ إليكم أبو عبد الرحمن بعد ؟ قلنا : لا . فجلس معنا حتى خرج ، فلما خرج قمنا إليه جميعًا ، فقال له أبو موسى : يا أبا عبد الرحمن ، إني رأيت في المسجد آنفًا أمرًا أنكرته ، ولم أر - والحمد لله - إلا خيرًا. قال : فما هو ؟ فقال : إن عشت فستراه. قال : رأيت في المسجد قومًا حِلَقًا جلوسًا ينتظرون الصلاة ، في كل حلقة رجل ، وفي أيديهم حَصَى ،فيقول : كبروا مائة ، فيكبرون مائة ، فيقول : هللوا مائة ، فيهللون مائة ، ويقول : سبحوا مائة ، فيسبحون مائة .
قال : فماذا قلت لهم ؟ قال : ما قلت لهم شيئًا انتظار رأيك وانتظار أمرك .
قال : أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم ، وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء ؟
ثم مضى ومضينا معه ، حتى أتى حلقة من تلك الحلق ، فوقف عليهم ، فقال : ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟ قالوا : يا أبا عبد الرحمن ، حَصَى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح .
قال : فعدّوا سيئاتكم ، فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء . ويحكم يا أمة محمد، ما أسرع هلكتكم ! هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون ، وهذه ثيابه لم تبل ، وآنيته لم تكسر ، والذي نفسي بيده، إنكم لعلى ملَّة أهدى من ملَّة محمد ، أو مفتتحوا باب ضلالة. قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ، ما أردنا إلا الخير . قال : وكم من مريد للخير لن يصيبه .
إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حدثنا أن قومًا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم.
وأيم الله ما أدري ، لعل أكثرهم منكم ، ثم تولى عنهم . فقال عمرو بن سلمة : رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج.من هذا الأثر يتبين لنا إنكار عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - لفعل الجماعة الذين جلسوا يذكرون الله ذكرا جماعيا ، وسبب إنكاره واضح فقد احدث هؤلاء بدعة جديدة لم تكن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يفعلها الصحابة - رضوان الله عليهم - أبدا .
المطلوب من الأخوة التفاعل مع هذا الأثر وتدوين الفوائد المستنبطة من هذا الأثر المبارك :
فأقول : يؤخذ من هذا الأثر عدة فوائد منها :
1 - أن النية الطيبة لا تكفي في العبادة بل لابد لها من الإتباع
2 - وأن العمل الجميل الذي يستحسنه العقل يضر صاحبه إذا لم يكن مشروعا .
3 - وأن العبادة التي يقدر عليها النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون وأصحابه ، ولم يفعلوها ، وفعلها أحد المتأخرين واستحسنها الناس لا تكون مشروعة .
4 - أن البدعة الصغيرة تجر للبدعة الكبيرة ، فهذا الذكر الذي ابتدعوا طريقته جرهم لقتال الصحابة واستحلوا دماء خير البشر بعد الأنبياء والرسل .
5 - أن البدعة في العبادات ممنوعة حتى ولو كان أصلها مشروعا .
6 - حسن الأدب مع العالم في الخطاب فإنهم انتظروا عند بابه حتى خرج إليهم
7 - أن المسلم لا يستعجل في الحكم على الأشياء حتى يردها لأهلها
8 - أن الصحابي الذي شاهد البدعة كان عادلا في نقله فقال : إني رأيت شيئا أنكرته وما رأيت إلا خيرا ، فأنكر طريقتهم في التسبيح ، رغم أنه رأى خيرا وهو ذكر الله .
9 - عدم الاغترار بكثرة الأتباع إذا خالفوا السنة فلا خير فيهم .
10 - أن الأصل في نصح أهل البدع عدم المجادلة ، بل تخبرهم بالحق وتنصرف عنهم .
11 - أن الابتداع قديم في عصر الصحابة ،ولهذا كثرت آثار الصحابة في التحذير من الابتداع في الدين ، وكانوا يحثون على الإتباع في الدين ، ويحذرون من الابتداع في الدين .
ننتظر منكم المزيد من الاستنباط :
موقع راائع اضغط على السؤال وتسمع الإجابة بصوت الشيخ بن باز أو بن عثيمين أكثر من10.000 سؤال
اضغط على ايقونة (محرك البحث) وستجد كل مبتغاك بصوت المفتي بإذن الله وبدون خوف من التحريف
جزاء الله خير كل من ساهم في نشر الموقع
تحياتي لكم
أثر يحتاج إلى تأمل ففيه عبر وفوائد
هو ما رواه الدارمي وصححه الألباني، انظر السلسلة الصحيحة 5 / 12 ، حديث رقم 2005
عن عمرو بن سلمة :كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل الغداة ، فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد ، فجاءنا أبو موسى الأشعري، فقال أَخَرَجَ إليكم أبو عبد الرحمن بعد ؟ قلنا : لا . فجلس معنا حتى خرج ، فلما خرج قمنا إليه جميعًا ، فقال له أبو موسى : يا أبا عبد الرحمن ، إني رأيت في المسجد آنفًا أمرًا أنكرته ، ولم أر - والحمد لله - إلا خيرًا. قال : فما هو ؟ فقال : إن عشت فستراه. قال : رأيت في المسجد قومًا حِلَقًا جلوسًا ينتظرون الصلاة ، في كل حلقة رجل ، وفي أيديهم حَصَى ،فيقول : كبروا مائة ، فيكبرون مائة ، فيقول : هللوا مائة ، فيهللون مائة ، ويقول : سبحوا مائة ، فيسبحون مائة .
قال : فماذا قلت لهم ؟ قال : ما قلت لهم شيئًا انتظار رأيك وانتظار أمرك .
قال : أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم ، وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء ؟
ثم مضى ومضينا معه ، حتى أتى حلقة من تلك الحلق ، فوقف عليهم ، فقال : ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟ قالوا : يا أبا عبد الرحمن ، حَصَى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح .
قال : فعدّوا سيئاتكم ، فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء . ويحكم يا أمة محمد، ما أسرع هلكتكم ! هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون ، وهذه ثيابه لم تبل ، وآنيته لم تكسر ، والذي نفسي بيده، إنكم لعلى ملَّة أهدى من ملَّة محمد ، أو مفتتحوا باب ضلالة. قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ، ما أردنا إلا الخير . قال : وكم من مريد للخير لن يصيبه .
إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حدثنا أن قومًا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم.
وأيم الله ما أدري ، لعل أكثرهم منكم ، ثم تولى عنهم . فقال عمرو بن سلمة : رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج.من هذا الأثر يتبين لنا إنكار عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - لفعل الجماعة الذين جلسوا يذكرون الله ذكرا جماعيا ، وسبب إنكاره واضح فقد احدث هؤلاء بدعة جديدة لم تكن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يفعلها الصحابة - رضوان الله عليهم - أبدا .
المطلوب من الأخوة التفاعل مع هذا الأثر وتدوين الفوائد المستنبطة من هذا الأثر المبارك :
فأقول : يؤخذ من هذا الأثر عدة فوائد منها :
1 - أن النية الطيبة لا تكفي في العبادة بل لابد لها من الإتباع
2 - وأن العمل الجميل الذي يستحسنه العقل يضر صاحبه إذا لم يكن مشروعا .
3 - وأن العبادة التي يقدر عليها النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون وأصحابه ، ولم يفعلوها ، وفعلها أحد المتأخرين واستحسنها الناس لا تكون مشروعة .
4 - أن البدعة الصغيرة تجر للبدعة الكبيرة ، فهذا الذكر الذي ابتدعوا طريقته جرهم لقتال الصحابة واستحلوا دماء خير البشر بعد الأنبياء والرسل .
5 - أن البدعة في العبادات ممنوعة حتى ولو كان أصلها مشروعا .
6 - حسن الأدب مع العالم في الخطاب فإنهم انتظروا عند بابه حتى خرج إليهم
7 - أن المسلم لا يستعجل في الحكم على الأشياء حتى يردها لأهلها
8 - أن الصحابي الذي شاهد البدعة كان عادلا في نقله فقال : إني رأيت شيئا أنكرته وما رأيت إلا خيرا ، فأنكر طريقتهم في التسبيح ، رغم أنه رأى خيرا وهو ذكر الله .
9 - عدم الاغترار بكثرة الأتباع إذا خالفوا السنة فلا خير فيهم .
10 - أن الأصل في نصح أهل البدع عدم المجادلة ، بل تخبرهم بالحق وتنصرف عنهم .
11 - أن الابتداع قديم في عصر الصحابة ،ولهذا كثرت آثار الصحابة في التحذير من الابتداع في الدين ، وكانوا يحثون على الإتباع في الدين ، ويحذرون من الابتداع في الدين .
ننتظر منكم المزيد من الاستنباط :
موقع راائع اضغط على السؤال وتسمع الإجابة بصوت الشيخ بن باز أو بن عثيمين أكثر من10.000 سؤال
اضغط على ايقونة (محرك البحث) وستجد كل مبتغاك بصوت المفتي بإذن الله وبدون خوف من التحريف
جزاء الله خير كل من ساهم في نشر الموقع
تحياتي لكم