تويت
اخواني السلام عليكم ..
عجبني هذا المقال و اعتقد ان به فائده كبيره و دروس جمٌه
عجبني هذا المقال و اعتقد ان به فائده كبيره و دروس جمٌه
منقول من موقع
التقرير الاسبوعي: هل نحن على أبواب أسبوع رعب غير مسبوق ؟
يستمر السوق عرضة للمفاجآت، وهي تتحكم بكل قطاعاته على حد سواء.
الدعوة الى اجتماع طارئ في البيت الابيض اليوم الاثنين هو مدعاة للقلق أكثر مما هو اشارة طمأنة . الاجتماع سيضم الى الرئيس بوش الوزير باولسون ورئيس الفدرالي برنانكي ، اضافة الى رئيس هيئة مراقبة البورصات . الاجتماع مخصص للتداول في الزلازل المتكررة التي تصيب الاسواق وامكانية اتخاذ التدابير التي تحد من آثارها.
السرعة التي تمت الدعوة فيها للاجتماع لا تعتبر مفاجأة ، الاسواق على ما يبدو امام اسبوع صعب. هذا امر لايختلف فيه عاقلان. البعض ذهب الى ابعد من هذا متحدثا عن اسبوع رعب.
الفدرالي بين فكي كماشة: في حال
قرر تخفيض الفائدة الى 2.0% كما هو مرجح فان ذلك سيعني طبعا ضعف اضافي وغير محدود لدولار بات شديد الضعف . التأخر في تخفيض الفائدة بحجة عدم المساعدة على اضعاف الدولار فان الاقتصاد سيصاب اذذاك بالمزيد من الهزات وهذا لن يوفر الدولار ايضا . لا نأمل الكثير من اجتماعات من هذا القبيل. هم لن يستطيعوا الكثير بعد ثبات عدم جدوى كل ما فعلوه حتى الان. كل ما في الامر ان تحركات من هذا القبيل تبقي على شيء من الثقة بكون الحكومة الاميركية لم تستسلم بعد!
"بير ستيرن" كان قد اكد قبل فترة وجيزة وعلى لسان رئيسه انه لا يواجه اية صعوبات في السيولة لديه، وان كل شيء تحت السيطرة الكاملة. يوم الجمعة طلع على السوق بنبأ مقلق الى حد الفجيعة: هو امام مشكلة حقيقية وبحاجة الى العناية الفائقة. الفدرالي الاميركي هرع للاسعاف. السوق لم يطمئن، العارض قد لا يكون الاخير في النظام المالي ، ومن يدري، قد لا يكون الفدرالي قادرا على الوصول دوما في الوقت المناسب. السوق يتخوف من تمدد الازمة الى مؤسسات اخرى وهو محق بهذا التخوف. نحن في ظروف غير عادية وهي لا تتردد الا مرة كل عدة عقود.
البيانات الاميركية حول اسعار المستهلكين صدرت يوم الجمعة وكان من شأن نتائجها ان تريح الاسواق ببرهان قاطع على تراجع التضخم، وهو تطور من شأنه ان يخفف العبء عن الفدرالي الاميركي ويجعله أكثر قدرة على مواجهة الازمة عن طريق تخفيض الفائدة بخطوة هجومية جديدة . كان من شأن البيانات ان تفعل ذلك، ولكنها لم تقو على فعله. لم يلتفت احد الى تاثيرات من هذا النوع فتراجع ال"وول ستريت" بقوة - عوض ان يهلل ، تراجع مفجوعا ليس بخطر ما قد حصل ، بل بهول ما قد يحصل - . الدولار لم يجد حتى الان اي مبرر لوقف المسيرة التراجعية ، وهو قد لا يجد هذا المبرر في المستقبل القريب، خاصة واننا امام تخفيضات للفائدة لا يبدو في الافق حدا نهائيا لها، ذلك ان الفدرالي يقدم حاليا دعم النشاط الاقتصادي على كل ما سواه من اهتمامات.
نحن الان امام اسبوع تخفيض الفائدة يوم الثلاثاء في ال 18 من مارس الجاري . الترجيحات غالبة بان تشهد الاسواق خطوة تخفيض تبلغ ال 75 نقطة وتحمل الفائدة الى ال 2.25% دفعة واحدة. البورصات من شأنها ان تهلل للحدث - في المرحلة الاولى على الاقل - رهانا متجددا على امكانية ان تكون خطوة ناجعة.
الاربعاء مواعيد بيانات عن نتائج بنوك اميركية مهمة Goldman Sachs ,Lehman Brothers , Morgan Stanley . التخوفات مشروعة هنا ومبررة بان نكون امام اخبار سلبية تعيد التشكك للاسواق فيما لو نجحت خطوة الفدرالي يوم الثلاثاء في تبديد شيء منه. التخوفات المشروعة هذه تبدو بالنسبة للبعض محتومة التحقق ولن يكون من الممكن تحاشيها. الاجتماع الذي تقرر عقده في البيت الابيض يدفع التقديرات بهذا الاتجاه المظلم.
بيانات البناء واسعار المنتجين كما الانتاج الصناعي التي تصدر هذا الاسبوع ايضا يصعب التعلق بها تمنيا لنتائج ايجابية - وهي ان حدثت فمن الصعب ان يكون لها الوقع المراد - .ا
التوقعات اذا يغلب عليها السواد حتى الان، والتشاؤم لا يزال سيد الموقف . سيد الموقف هذا قد يطول تحكمه بالوضع، والى ان يطرأ ما يهدئ من قلق الاسواق ويحملها الى استقرار ولو نسبي. بالانتظار يجب ان نستمر توقع تقلبات على كل المستويات: في البورصات ، في عملات ال " كاري ترايد " المرتبطة بالبورصات وثيقا حاليا. وحده الدولار مؤهل لمعرفة الطريق والوجهة. ان تقلب فتقلباته التصاعدية لا يبدو انها ستكون حادة قياسا على التراجعية، ما لم يطرأ ما يبررها.
الدولار كسر حدودا سيكولوجية عالية الاهمية مقابل الين والفرنك. مقابل الين هو دون ال 100.00 ، مقابل الفرنك باتت الغلبة للفرنك بعد ان جاوز حد التعادل على ال 1/1.
الاميركيون رددوا يوم الجمعة حرصهم على دولار قوي . قالها الرئيس بوش ، وقالها الوزير باولسون. الاوروبيون يثق بعضهم بهذا الكلام وينتقده البعض الاخر. وزير مالية هولندا علق مؤخرا على هذه المواقف بشيء من السخرية اذ قال : "اذا كان الاميركيون يؤكدون باستمرار حرصهم على دولار قوي ، بينما الدولار لا يكف عن التراجع فلا بد ان يكونوا قد استنفدوا كل الوسائل لجعله قويا" . هل استنفد الاميركيون فعلا الوسائل؟ ام تراهم يقولون ما لا يفعلون؟ لا شك في ان تراجع الدولار ينعكس ايجابا على الصادرات الاميركية.
حول سؤال عن المدى الذي يمكن ان تذهب اليه الازمة المالية التي تعصف بالاسواق منذ الصيف الماضي قال وزير المالية بوضوح " لا احد يعرف ما هو الآتي ، ما نرجحه هو ان هذه الازمة لم تنته بعد" . " الكل يدرك ان هناك مخاطر، وبعضها خافيا في طيات نظامنا المالي، لا احد يعرف متى تخرج هذه الخفايا الى العلن".ا
هنا لا بد من الاعتراف بالمعادلة التالية : ان ضعف الدولار لم يبلغ الحد الذي يمكن ان يشكل فيه الدواء الناجع للاقتصاد الاميركي . ان ارتفاع اليورو لم يبلغ بعد الحد الذي يمكن اعتباره مهددا بقوة للاقتصاد الاوروبي . معادلة من هذا النوع تترك الباب مفتوحا على مصراعيه لتراجع اضافي للواحد، ولارتفاع اضافي للآخر.
اليورو لم يبلغ ال 1.6000 بعد، ولكنه لم يعد بعيدا عنها . التقنيات تعتبره قد بالغ في الارتفاع وتعدى حدود الاشباع، الاساسيات تدعم ارتفاعه وتبقي له مجالا تصاعديا غير محدود. الارتفاع لن تحدد مداه التقنيات هذه المرة ، مناخ السوق اليوم لا يمكن مقاسه بالمقاسات المعتادة، نحن في ظروف جد استثنائية تتبدل فيها المؤثرات أكثر من مرة واحدة في اليوم الواحد.
المواد الاولية على ارتفاع مستمر . النفط وضع قدمه مرتاحا على اسعار بالارقام الثلاثة ، وهو لا يبدو مستعدا للتخلي عنها في المدى المنظور. العام 2008 قد يكون جشعا جدا ولن يكتفي بالالف دولار لاونصة الذهب وبالمئة دولار لبرميل النفط.
الذهب بعد بلوغه ال 1000$ قد يكون على باب مرحلة تراجعية ولكنها ستبقى تصحيحية وبحدود ال 10 او 15 % ، على غرار ما كان للنفط بعد بلوغ ال 100$ للمرة الاولى . تجاوز خط الالف سيكون مسألة وقت فقط.
السترليني لم يماش اليورو في ارتفاعه ، آفاق تخفيض الفائدة عليه تبدو أكثر تأكيدا. الثلاثاء القادم موعد بيانات التضخم والتوقعات لها على ارتفاع . ارتفاع يفوق التوقعات على ال 2.5% سيكون من شأنه ان يعيد للسترليني قوة يفتقدها الان. الاربعاء سيصدر بروتوكول اجتماع المركزي البريطاني وهو موعد على اهمية ايضا قد يفتح بعض التكهنات الجديدة في ما يتعلق بمستقبل الفائدة.
اسبوع هادئ نتمناه
تعليق