الدولار الخدعة : أن اول من سيقفز من هذا القارب الهش سيكون من الناجين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الدولار الخدعة : أن اول من سيقفز من هذا القارب الهش سيكون من الناجين



    عندما بدأ الدولار الأمريكي بالظهور اقتصاديا في قارة أمريكا الشمالية كان أساسها الذهب بل كانت في بداية الأمر تمثل الذهب الذي كانوا يودعونه في مصارفهم و يحصلوا على قسائم إيداع من المصرف كدليل فقط أن المودع لديه كمية معينة من الذهب. و مع مرور الوقت و استتباب الأمن نوعا ما و تعود الناس أن يتركوا ذهبهم في المصارف بدلا من تعرضهم لخطر السرقة فأصبحوا يتداولون السندات الورقية الصادرة من المصارف فيما بينهم لقضاء حاجاتهم الاقتصادية.

    من هنا نشأت فكرة المصارف و الأوراق المالية كعملة تداول و حفظ للثروة. حيث أن أي شخص كان يرغب في تخزين ثروته في بيته أو يرغب في الانتقال إلى بلد أخرى في القارة كان يذهب للمصرف و يحصل على الذهب الخام حسب ما تشير إليه الورقة التي معه و يرحل.

    الورقة النقدية كانت هي الذهب بعينه و لم تكن سوى مستند يثبت ملكية الشخص للذهب المودع في المصرف.



    من هذه الورقة النقدية نشأ الدولار الأمريكي و خاصة بعد أن توحدت القارة عبر معارك عديدة طاحنة تحت كيان فيدرالي موحد كما نعرفه اليوم.


    بدأ شأن الدولار يعلوا و وصلت سمعته إلى القمة حول العالم استنادا على سمعة دولته الفدرالية التي كانت تنمو اقتصاديا بشكل رائع مما زاد من حدة هجرة البشر من جميع أنحاء العالم إلى دولة "الحرية و الفرص الاقتصادية" الأولى عالميا "أمريكا".



    لنعود إلى ذلك التاريخ بشكل مفصل أكثر
    بعد الحرب العالمية الثانية وخروج معسكر الولايات المتحدة وحلفائها منتصرين وإعلان دعمها لمشروع إعادة بناء أوروبا وهو ما سمي بـ"مشروع مارشال" الذي وضعه الجنرال جورج مارشال رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي سابقاً والذي أعلنه في 5 يونيو-حزيران 1947 في خطاب أمام جامعة هارفارد، تم تأسيس هيئة إقامتها حكومات غرب اوروبا للاشراف على انفاق 17 مليار دولار اميركي في اطار ما سمي "منظمة التعاون والاقتصادي الاوروبي" وذلك بحجة اعادة اعمار وتشغيل الاقتصاد والمصانع الاوروبية.

    هذا المشروع كان بحد ذاته "الخدعة الأولى" لجعل الدولار عملة العملات، وذلك من خلال تقديم ديون من الولايات المتحدة الامريكية إلى دول اوروبا بالدولار مقابل الحصول التدريجي على الذهب الذي كان متوفراً لدى البنوك المركزية الاوروبية. ونتيجة لادعاء البنك الفدرالي الامريكي ان كل دولار مغطى بشكل كامل بالذهب كـ "رصيد ذهبي"، شعرت الدول الاوروبية بالثقة بهذه العملة وجعلت منها عملة لاحتياطاتها واصبح الدولار بشكل او اخر غطاءً ورصيداً للعديد من العملات الاوروبية التي خسرت الكثير من احتياطاتها الذهبية لسداد بعض الديون التي ترتبت عن "مشروع مارشال".

    وبناء عليه، ظن العالم ان الدولار عملة تستحق ان تكون عملة العصر في تلك الفترة اذ كانت مغطاة بشكل كامل بالذهب بسعر (35 دولار لكل اونصة) وهي عملة المقاصة بين العملات "وحدة قياس" وهناك قبول عليه دولياً كونه هو نفسه غطاء لكثير من العملات.

    ولكن كمية الدولارات التي كانت تطبعها الولايات المتحدة أقنعت الكثير من الدول بان قيمتها لا تساوي قياسها بالذهب. ومع انكشاف تلك الخدعة التي تمثلت بان الدولار لم يكن مغطى بالذهب بشكل كامل وان مليارات الدولار التي اصبحت في اوروبا ليست اكثر من ورق، ولا تعادل نفس القيمة التي حددها الفيدرالي الامريكي (35 دولار لكل اونصة). وعندما حاولت بعض الدول استرداد الذهب ببيع الدولار، وجد البنك الفدرالي الامريكي نفسه عاجزاً على تحويل الدولارات التي طبعها بدون رصيد وغطاء ذهبي، وبدأت مرحلة اعلان فصل الدولار عن الذهب. حيث اعلن الرئيس الامريكي نكسون بتاريخ 15/8/1971 ان قيمة الدولار لم تعد بعد الان مرتبطة بالذهب. وقال ان قيمة الدولار تحددها "قوة" الإقتصاد الامريكي نفسه. الأمر الذي أجبر كل الدول والمستثمرين الذين يحملون الدولارات على ان يكونوا معنيين بقوة ذلك الإقتصاد للحفاظ على قيمة الدولارات التي تحولت إلى عبء على أكتافهم.

    ومنذ ذلك التاريخ لم يعد الدولار قابلا تحويله إلى ذهب، إلا بوصفه تعبير عن "قوة" الإقتصاد الأمريكي. وكإن لسان حال نكسون يقول ان قيمة الدولار تكمن بذاته وبكونه اصبح عملة العملات واصبح يملأ خزائن البنوك المركزية في العالم ولا احد يتجرأ على التخلي عنه لانه سيهدد عملات بلاده المحلية التي اصبحت مرتبطة بالدولار.

    اذن، صعد الدولار بخدعة ومع انكشافها تحول إلى "عملة العملات" التي لا يمكن لدول العالم التي أصبحت تعتمد على هذه العملة كرصيد وغطاء لعملاتها ان تتنازل عنه.


    أما اليوم، فـ"الخدعة الاخيرة" للدولار تنهار. أولا، لأن هناك عملات أخرى بدأت تحتل مكانا متزايدا في أسواق المال وفي التبادلات التجارية. وثانيا، لأن الإنخفاض المستمر في قيمة الدولارات يدفع الكثير من البلدان إلى التخلص من الدولار بشراء ما يمكن لها شراءه بالدولار من سلع وخدمات. وهذا ما يدفع أسعار النفط إلى الإرتفاع لأن الصين تشتري اكثر مما تحتاجه من النفط فقط من اجل ان تتخلص من الدولار. اضف الى ذلك انها مضطرة إلى ان تواصل شراء، ولو كميات أقل من سندات الخزانة الأمريكية لكي لا يبدو الأمر وكأنه تخليا مطلقا، يمكن بالتالي ان يدفع سعر الدولار إلى الإنهيار التام. فالصين واليابان ودول جنوب شرق آسيا تحاول ان تبقيه على قيد الحياة طالما انها تواصل تصدير سلعها وخدماتها إلى الولايات المتحدة بديون او بدولارات مغطاة بسندات خزانة تدفع هي ثمنها.

    ولكن هل سيأتي ذلك اليوم الذي تتجرأ فيه هذه الدول على التخلي كليا عن الدولار؟

    تعلم الصين واليابان وغيرها من دائني الولايات المتحدة ان التخلي عن الدولار يعني انهيار الاقتصاد الامريكي وبالتالي ضياع ديونها ومعها اقتصادياتها. ولكن هذا لا يعني باي حال ان هذه الخدعة ستستمر إلى الابد لان بعض الدول بدأت أو ألمحت انها ستتخلى عن الدولار في معاملاتها الدولية أو في بيع النفط والغاز أمثال فنزويلا وايران، مما يعطي مؤشراً قوياً مترافقاً مع انخفاض مستمر للدولار بان التخلي عن الدولار سيتسارع وأن اول من سيقفز من هذا القارب الهش سيكون من الناجين وان المتمسكين به سيكونون في طريقهم بهذا القارب إلى الهاوية.

    فاذا ما حدث وانهارت "الخدعة الأخيرة "
    سنجد ان الدولار لم يعد يحمل اي معيار من معايير العملة الدولية التي يصنفها علم "المال والنقود" بما يلي:



    - حافظ للقيمة: انحفاض الدولار المتواصل افقده صفة الحافظ للقيمة.

    - مقبول دوليا: التخلي التدريجي عن الدولار اصبح مهدداً لقبوله في المستقبل

    - وحدة قياس ومقاصة للعملات: كون الدولار بدأ يفقد المعيارين الاساسيين: حافظ للقيمة والقبول الدولي سيفقده صفة المقاصة.

    وكلما وجدت الصين واليابان وغيرها أسواقا خارج الولايات المتحدة، فانها ستجد نفسها غير مضطرة للدفاع عن "قوة" الإقتصاد الأمريكي. وحيث ان هذا الاقتصاد يتجه إلى الركود أصلا، فان الدفاع عنه سيكون بمثابة دفاع عن سد تتسع فيه الشروخ، بينما هو ينتظر الزلزال.

    ان تعثر الاقتصاد الامريكي ما هو الا "نعي مسبق" يؤذن بان الدولار يلفظ أنفاسه الأخيرة، وهو وإن كان يبدو حياً شكلياً فهو ميت سريريا بقيمته وبكل مقاييس الفناء الأخرى. انه عملة الماضي التي تنتظر التشييع والدفن


    الدولار عملة الماضي هل يلفظ انفاسه الاخيره؟؟؟؟

  • #2
    رد: الدولار الخدعة : أن اول من سيقفز من هذا القارب الهش سيكون من الناجين

    مشكور على هذا الموضوع

    تعليق


    • #3
      رد: الدولار الخدعة : أن اول من سيقفز من هذا القارب الهش سيكون من الناجين

      مشكور و بارك الله فيك
      تحياتي
      بسم الله ما شاء الله , لا حول و لا قوه الا بالله

      تعليق


      • #4
        رد: الدولار الخدعة : أن اول من سيقفز من هذا القارب الهش سيكون من الناجين

        بارك الله فيك ياغالي

        تعليق


        • #5
          رد: الدولار الخدعة : أن اول من سيقفز من هذا القارب الهش سيكون من الناجين

          جزاك الله خيرا

          تعليق


          • #6
            رد: الدولار الخدعة : أن اول من سيقفز من هذا القارب الهش سيكون من الناجين

            شكرا اخي على هذا الطرح القيم وبارك الله تعالى فيك
            نـقـّـل فـؤادك حـيـث شـئـت من الـهـوى
            مـا الـحــب إلا لـلــحــبــيــب الأول
            كم مـنـزل فـي الأرض يـعـشـقـه الـفـتـى
            و حــنــيــنــه أبـــدا لأول مـنــزل

            تعليق

            يعمل...
            X