تويت
انتابت أسواق العملات صباح اليوم حالة من الاضطراب بسبب تباين البيانات الاقتصادية التي اختلفت بين جيد وسئ. فقد أعلن بنك جولدمان ساكس عن خطة لرد 10 مليار دولار إلى وزراة الخزانة الأمريكية، وهو ما من شأنه أن يمارس الضغوط على البنوك الأخرى لكي تتبعه. وكذلك من المتوقع أن يدفع بنك مورجان ستتانلي جميع الأموال التي تلقاها بموجب برنامج إنقاذ الأصول المتعثرة. واليوم، هو اليوم الأول الذي تم السماح فيه للبنوك الأمريكية لإعادة الأموال التي حصلوا عليها بموجب البرنامج. وقد كانت الحدود التي وضعت لمستحقات الجهات التنفيذية حافزاً قوياً للبنوك لاستعادة النظام لديها من جديد. كما أن حالة الاستقرار التي شهدتها الأسواق المالية مؤخراً بالإضافة إلى التطورات الإيجابية التي طرأت على الاقتصاد العالمي ساهمت بشكل كبير في تسهيل هذه العملية.
على الرغم من ذلك، فإن البيانات الأمريكية الضعيفة ألقت بالضغوط على الدولار، حيث ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي من 0.0% إلى 0.1%، ولكنه جاء أسوأ من التوقعات بارتفاعه إلى 0.3%. وعلى صعيد القراءة السنوية فقد انخفضت بنسبة 1.3%، وهي أكبر نسبة هبوط منذ 59 عام. فإن ارتفاع أسعار السلع أدى إلى الحد من هبوط مؤشر أسعار المستهلكين بقيمته الأساسية وهو ما يؤكد على أن التضخم لا يشكل أية مخاوف. علاوة على ذلك، انكمش عجز الحساب الجاري بالولايات المتحدة الأمريكية في الربع الأول من العام الحالي من 155 مليار إلى 101.5 مليار دولار، وهو أقل عجز يسجله الحساب الجاري منذ سبعة أعوام. في الوقت ذاته، انخفضت موافقات الرهون العقارية بنسبة 15% في الأسبوع الماضي، وهو ما يثير التساؤل حول مدى استمرارية انتعاش سوق الإسكان الأمريكي. جدير بالذكر أن البيانات السيئة من شأنها أن تؤثر على أسواق الأسهم والدولار الأمريكي، ولكن يتضح أن هذه البيانات تؤكد عدم وجود ضرورة لرفع سعر الفائدة العام القادم، كما أنها تدفع المستثمرين إلى التراجع عن توقعاتهم بشأن الانتعاش. وسوف ننتظر معاً لنرى هل تصبح البيانات الأمريكية المحبطة الأخيرة اتجاهاً جديداً أم لا.
تعليق