هذا التعبير غير لائق ، ولكن له محمل صحيح وهو الحث على التخلق بمقتضى صفات الله وأسمائه وموجبها
، وذلك بالنظر إلى الصفات التي يحسن من المخلوق أن يتصف بمقتضاها ،
بخلاف الصفات المختصة بالله كالخلاق والرزاق والإله ونحو ذلك .
فإن هذا شيء لا يمكن أن يتصف به المخلوق ، ولا يجوز أن يدعيه ،
وإنما المقصود :
الصفات التي يحب الله من عباده أن يتصفوا بمقتضاها كالعلم والقوة والرحمة والحلم والكرم والجود والعفو . وأشباه ذلك
، فهو سبحانه عليم يحب العلماء
، قوي يحب المؤمن القوي أكثر من حبه للمؤمن الضعيف ، كريم يحب الكرماء ، رحيم يحب الرحماء ، عفو يحب العفو . . إلخ ،
لكن الذي لله سبحانه من هذه الصفات وغيرها أكمل وأعظم من الذي للمخلوق ،
بالمقاربة بينهما ؛ لأنه سبحانه ليس كمثله شيء في صفاته وأفعاله
، كما أنه لا مثل له في ذاته ، وإنما حسب المخلوق أن يكون له نصيب من معاني هذه الصفات يليق به ويناسبه على الحد الشرعي
، فلو تجاوز الكرم الحد صار مسرفا ،
ولو تجاوز في الرحمة الحد عطل الحدود والتعزيرات الشرعية
، وهكذا لو زاد في العفو على الحد الشرعي وضعه في غير موضعه ،
وهذه الأمثلة تدل على سواها ،
وقد نص العلامة ابن القيم رحمه الله على هذا المعنى في كتابيه :
( عدة الصابرين ) ( والوابل الصيب ) ،
ولعله نص على ذلك في غيرهما كالمدارج وزاد المعاد وغيرهما .
وإليك نص كلامه في العدة والوابل :
قال في العدة صفحة 310 :
ولما كان سبحانه هو الشكور على الحقيقة كان أحب خلقه إليه من اتصف بصفة الشكر
، كما أن أبغض خلقه إليه من عطلها أو اتصف بضدها
، وهذا شأن أسمائه الحسنى ، أحب خلقه إليه من اتصف بموجبها
، وأبغضهم إليه من اتصف بضدها ،
ولهذا يبغض الكفور والظالم والجاهل والقاسي القلب
، والبخيل والجبان والمهين واللئيم ، وهو سبحانه جميل يحب الجمال ،
عليم يحب العلماء ، رحيم يحب الراحمين ، محسن يحب المحسنين
، ستير يحب أهل الستر ، قادر يلوم على العجز ،
والمؤمن القوي أحب إليه من المؤمن الضعيف ، عفو يحب العفو ، وتر يحب الوتر
، وكل ما يحبه من آثار أسمائه وصفاته وموجبها ،
وكل ما يبغضه فهو مما يضادها وينافيها ) ا . هـ
وقال في الوابل الصيب صفحة 543 من مجموعة الحديث :
والجود من صفات الرب جل جلاله ،فإنه يعطي ولا يأخذ
، ويطعم ولا يطعم ، وهو أجود الأجودين ،
وأكرم الأكرمين ، وأحب الخلق إليه من اتصف بمقتضيات صفاته ،
فإنه كريم يحب الكرماء من عباده
، وعالم يحب العلماء ، وقادر يحب الشجعان ، وجميل يحب الجمال ) . انتهى .
وأرجو أن يكون فيما ذكرناه كفاية ، وحصول للفائدة
، وأسأل الله سبحانه أن يوفقنا جميعا للفقه في دينه والقيام بحقه إنه سميع قريب .
، وذلك بالنظر إلى الصفات التي يحسن من المخلوق أن يتصف بمقتضاها ،
بخلاف الصفات المختصة بالله كالخلاق والرزاق والإله ونحو ذلك .
فإن هذا شيء لا يمكن أن يتصف به المخلوق ، ولا يجوز أن يدعيه ،
وإنما المقصود :
الصفات التي يحب الله من عباده أن يتصفوا بمقتضاها كالعلم والقوة والرحمة والحلم والكرم والجود والعفو . وأشباه ذلك
، فهو سبحانه عليم يحب العلماء
، قوي يحب المؤمن القوي أكثر من حبه للمؤمن الضعيف ، كريم يحب الكرماء ، رحيم يحب الرحماء ، عفو يحب العفو . . إلخ ،
لكن الذي لله سبحانه من هذه الصفات وغيرها أكمل وأعظم من الذي للمخلوق ،
بالمقاربة بينهما ؛ لأنه سبحانه ليس كمثله شيء في صفاته وأفعاله
، كما أنه لا مثل له في ذاته ، وإنما حسب المخلوق أن يكون له نصيب من معاني هذه الصفات يليق به ويناسبه على الحد الشرعي
، فلو تجاوز الكرم الحد صار مسرفا ،
ولو تجاوز في الرحمة الحد عطل الحدود والتعزيرات الشرعية
، وهكذا لو زاد في العفو على الحد الشرعي وضعه في غير موضعه ،
وهذه الأمثلة تدل على سواها ،
وقد نص العلامة ابن القيم رحمه الله على هذا المعنى في كتابيه :
( عدة الصابرين ) ( والوابل الصيب ) ،
ولعله نص على ذلك في غيرهما كالمدارج وزاد المعاد وغيرهما .
وإليك نص كلامه في العدة والوابل :
قال في العدة صفحة 310 :
ولما كان سبحانه هو الشكور على الحقيقة كان أحب خلقه إليه من اتصف بصفة الشكر
، كما أن أبغض خلقه إليه من عطلها أو اتصف بضدها
، وهذا شأن أسمائه الحسنى ، أحب خلقه إليه من اتصف بموجبها
، وأبغضهم إليه من اتصف بضدها ،
ولهذا يبغض الكفور والظالم والجاهل والقاسي القلب
، والبخيل والجبان والمهين واللئيم ، وهو سبحانه جميل يحب الجمال ،
عليم يحب العلماء ، رحيم يحب الراحمين ، محسن يحب المحسنين
، ستير يحب أهل الستر ، قادر يلوم على العجز ،
والمؤمن القوي أحب إليه من المؤمن الضعيف ، عفو يحب العفو ، وتر يحب الوتر
، وكل ما يحبه من آثار أسمائه وصفاته وموجبها ،
وكل ما يبغضه فهو مما يضادها وينافيها ) ا . هـ
وقال في الوابل الصيب صفحة 543 من مجموعة الحديث :
والجود من صفات الرب جل جلاله ،فإنه يعطي ولا يأخذ
، ويطعم ولا يطعم ، وهو أجود الأجودين ،
وأكرم الأكرمين ، وأحب الخلق إليه من اتصف بمقتضيات صفاته ،
فإنه كريم يحب الكرماء من عباده
، وعالم يحب العلماء ، وقادر يحب الشجعان ، وجميل يحب الجمال ) . انتهى .
وأرجو أن يكون فيما ذكرناه كفاية ، وحصول للفائدة
، وأسأل الله سبحانه أن يوفقنا جميعا للفقه في دينه والقيام بحقه إنه سميع قريب .
تعليق