المعادن الثمينة في اتجاه صاعد، لكن بخطى متعثّرة!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المعادن الثمينة في اتجاه صاعد، لكن بخطى متعثّرة!

    منذ ملامسة مستوى 1462.00 للذهب و مستويات حول 33.05 للفضة و مستوى 1751.00 ببلاتين، دخلت هذه المعادن الثمينة الثلاث اتجاهاً صاعداً. لكن، اللافت للنظر هو أن الاتجاه الصاعد الذي تحقق ليس كما عودتنا المعادن الثمينة خلال تداولات هذه السنة، فلم نرى اندفاعات كبيرة جداً في الاتجاه الصاعد عندما نقارنه في الهبوط الذي حصل قبله. يبدو أن الاتجاه الصاعد الذي اتخذته المعادن الثمينة ليس قوياً بشكل كبير و تبدو عليه علامات التعثّر في الخطوات.
    خلال جلسة نيويورك يوم أمس، ارتفع سعر الذهب بمقدار 1.18% و أغلق الجلسة عند مستوى 1513.10 دولار للأونصة، فيما سعر الفضة استطاع اكتساب 5.87% و أغلق سعر الفضة جلسة نيويورك عند مستوى 37.71 دولار للأونصة. بالنسبة للبلاتين، فقد اكتفى في 0.50% و أغلق عند مستوى 1794.00 دولار للأونصة. يبدو للوهلة الأولى بأن الاتجاه الصاعد الذي حصل خلال جلسة بداية الأسبوع كان قوياً، لكن للتذكير، لنعد إلى الانخفاض المتتالي الذي شهدته المعادن الثمينة خلال الأسبوع الماضي لنرى كيف أن الاتجاه الصاعد الحالي يعتبر ضعيفاً جداً مقارنة في الهبوط الذي سبقه.
    ليس هذا فقط، بل هذا اليوم شهدنا عودة للاتجاه الهابط في المعادن الثمينة، و نرى سعر الذهب اليوم يتداول حول مستوى 1507.20 دولار للأونصة فاقداً 0.39% من إغلاق نيويورك يوم أمس. بالنسبة للفضة، فقد انخفض سعر الأونصة بمقدار 0.72% و نرى سعر الفضة الآن يحوم حول مستوى 37.44 دولار للأونصة. بالنسبة للبلاتين، فهو الآخر يتداول بانخفاض مقداره 0.17% عند سعر 1791.00 دولار للأونصة الواحدة. هذه الأسعار كما هي في تمام الساعة 02:01 صباحاً بتوقيت نيويورك ( 06:01 بتوقيت غرينتش ).
    كما نرى عزيزي القارئ، بدأت خطوات الاتجاه الصاعد في التباطؤ و التعثّر. حتى أننا لم نرى أي تداولات فوق الأعلى الذي تحقق خلال جلسة نيويورك يوم أمس و مالت التداولات بوضوح نحو الأسفل الآن. مع ساعات صباح هذا اليوم، و خلال التداولات الآسيوية، بدأ الدولار الأمريكي يكتسب مزيداً من العزم الصاد و عاد سعر برميل النفط للانخفاض بعد ملامسة مستويات فوق 103.00 دولار خلال جلسة نيويورك أمس و يتداول الآن في مستويات حول 100.00 دولار لبرميل. ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي واستقرار سعر برميل النفط في مستويات متدنية نسبياً مقارنة في مستوياته التي اعتدنا عليها فوق 110.00 دولار سابقاً، أسباب تدفع المضاربين للحذر عند طلب المعادن الثمينة و القيام بجني أرباح عند أي علامة من الخطر.
    أظهرت بيانات الصين هذا اليوم ارتفاعاً واضحاً في الميزان التجاري، و أظهرت التوقعات بأن يتم تحقيق فائض 3.2 مليار دولار، لكن الحقيقة أظهرت ارتفاع في الفائض إلى مستوى 11.42 مليار، لكن بالنسبة للواردات، فقد أظهرت انخفاضاً غير متوقع في النمو على حساب الصادرات التي انخفضت بأقل من التوقعات. ذلك سبب قلقاً من أن نرى انخفاضاً كبيراً في الطلب الصيني على المعادن و الأصول و السلع في العالم و الصين حالياً الاقتصاد الثاني من ناحية الحجم في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية. أظهرت أيضاً بيانات أسترالياً تحسّنا كبيراً في الميزان التجاري، و ارتفع الفائض بشكل حاد جداً ليحقق أكثر من ثلاث أضعاف التوقعات لنرى فائضاً مقداره 1740 مليون دولار أسترالي. بذلك، بدأت المخاوف من جديد من قيام الصين و ربما أستراليا لاحقاً برفع سعر الفائدة للحد من مخاطر التضخم التي ترتفع بشكل مقلق، و مع تحسّن الاقتصاد يصبح للبنوك المركزية القدرة أكثر على رفع الفائدة أو تصعيب شروط الائتمان.
    شهدنا اليوم جلسة إيجابية من ناحية أسواق الأسهم الآسيوية، مستفيدة من بيانات الصين الجيدة، و قد شهدنا إغلاق مؤشر نيكاي الياباني على ارتفاع مقداره 0.36% رغم التداولات السلبية خلال منتصف الجلسة، و كذلك نرى مؤشر شنغهاي الصيني المركّب و قد أغلق على ارتفاع مقداره 0.26% و نرى تداولات العديد من المؤشرات الأسيوية الإيجابية هذا اليوم تابعة مثيلتها الأمريكية يوم أمس.
    نحن اليوم في انتظار حفنة من البيانات الاقتصادية، من الولايات المتحدة و أوروبا و سويسرا، ترتبط في التضخم و النمو و هذه البيانات قد يكون لها تأثير واضح على أسواق السلع و منها المعادن الثمينة. لكن، نرى تباطؤ الارتفاع، بل ميل للانخفاض في مؤشرات السلع الرئيسية في العالم رغم بعض الإيجابية يوم أمس، و شمل الانخفاض العام مؤشر s&p gsci و كذلك مؤشر rj crb و انخفاض هذه المؤشرات قد يكون سبباً لأن نرى ضغوطاً تضخمية أقل، و تحديداً بانخفاض سعر برميل النفط و الانخفاض فيه سعره يقلل ضغوط التضخم التي قد تنشأ بشكل مباشر على السلع و الأسعار المرتبطة في الطاقة و التأثير الغير مباشر على سائل السلع و الأصول في العالم.
    لذلك، نرى بأن الخطوات المتباطئة للمعادن الثمينة في اتجاهها الصاعد تعتبر إثباتاً على أن المتداولين يرون الآن فرصاً أقل و مخاطرة أعلى للمراهنة على ارتفاع أسعار المعادن الثمينة، الفضة منها على وجه الخصوص و كذلك البلاتين. في المقابل، ما زال الذهب يبدي مقاومة للضغوط السلبية إلى حد ما، و يتداول فوق مستويات 1500.00 دولار للأونصة.
يعمل...
X