أخطار ثلاثة كفيلة بهلاك المجتمع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أخطار ثلاثة كفيلة بهلاك المجتمع


    معجزات الرسول صلى اله عليه وسلم كثيرة ومتنوعة وعلى رأسها معجزة القرآن الكريم، المعجزة الخالدة أبد الدهر حتى يرث الله الأرض وما عليها. ومعجزات الأنبياء عليهم السلام انقرضت بانقراض اعصارهم، فلم يشاهدها إلا من حضرها، ومعجزات القرآن مستمرة إلى يوم القيامة.

    نتناول فى هذا اللقاء مع فضيلة الدكتورعبدالباسط السيد مرسى الاستاذ بكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف الإعجاز النبوي فى الجانب الأخلاقى والانسانى وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما أخشى عليكم شهوات الغي فى بطونكم، وفروجكم ومضلا الهوى". وفى رواية أخرى "ثلاث أخافهن على أمتى من بعدى: الضلالة بعد المعرفة، ومضلات الفتن، وشهوات البطن والفرج" يقول الدكتور عبدالباسط: مازال وسيبقى صلى الله عليه وسلم هاديا ومعلما للإنسانية، يرشدها ويحذرها، ويبشرها وينذرها، حتى تبصر النتائج، وتأمن العواقب، فما فيه خير دلها عليه، لتعرفه وتفعله وما فيه شر، حذرها منه، لتبتعد عنه وتتجنبه، وها هو هنا صلى الله عليه وسلم يخشى على امته من أخطار ثلاثة، كفيلة بهلاك أي مجتمع، بل دمار أى حضارة فهى أشد فتكاً من أسلحة الدمار الشامل، إذ هى جراثيم فكرية وأخلاقية.. إنها الإيدز الذى يفقد أى أمة قوتها وحصانتها المناعية.

    ويضيف دكتور عبدالباسط وبكل أسف تتعرض امته صلى الله عليه وسلم الأن لهذه المعاصى وتلك المهالك التى أخبر بها وحذر منها، فقد أقبل كثير من المسلمين على الشهوات واتباع الشبهات، شهوات البطون والفروج، والشبهات التى يروجها خصوم الإسلام ومما زاد من خطورة وانتشار الشهوات والشبهات، ترويج وسائل الإعلام لها والإلحاح عليها بكل وسائل الفتنة والإغراء، وبذلك ضل كثير من المسلمين طريق النجاة وتشعبت بهم الأفكار الضالة، وظهرت الفتن المدمرة.. فكانت المحصلة أن ذلوا، وضعفوا، وافتقروا!! فهل يعون تحذيرات نبيهم الكريم صلى الله عليه وسلم ويعودون إلى هدى توجيهه؟ يقول الحق سبحانه وتعالى فى سورة مريم: "فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبغوا الشهوات فسوف يلقون غيا إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئاً".. وقال صلى الله عليه وسلم: ".. فأبشروا وأملوا ما يسركم"، فو الله لا الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما اهلكتهم".

    ويؤكد د. عبدالباسط أن المشكلة هنا ليست فى فقر الأمة الإسلامية فى عمومها، وإنما فى غنى الأمة فى عمومها أيضاً. يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "إن مما أخاف عليكم من بعدى يفتح عليكم من بعدى ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها"، وقال:"ان أكثر ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من بركات الأرض..قيل: وما بركات الأرض يا رسول الله؟ قال: "زهرة الدنيا" وقال: "خير القرون قرنى ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يكون بعدهم، قوم يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يفون، ويظهر فيهم السمنة" أى يحبون التوسع فى المأكل والمشارب وهى أسباب السمنة.

    ويوضح د. عبدالباسط هذا ما يشهد به الواقع الأن، فالأمة الإسلامية تمتلك من الخبرات والخيرات والثروات ما يجعلها أغنى امة.. إنهم يريدون الحصول على المال بأى وسيلة حتى ولو كانت غير مشروعة، وغالباً لديهم الغاية تبرر الوسيلة، النبى صلى الله عليه وسلم لم يخش على ابناء هذه الأمة ما يفتح عليهم من زهرة الدنيا إلا إذا ضيعوا ما أمرهم الله به من إنفاقه فى حقه.

    ويقول د. عبدالباسط: الأمة الإسلامية الآن ربع سكان العالم، ومع ذلك فأرضها مستباحة، وأموالها وثرواتها مغتصبة، وشعوبها مستذلة مقهورة.. وها هو النبى صلى الله عليه وسلم من خلال الغيب الذى أظهر الله له منه ما أظهر يشخص لنا سبب هذا الهوان، وتلك الذلة.. حب الدنيا وكراهية الموت، فحب الدنيا بما فيها من شهوات ومفاتن، جعل الأمة فى حالة موت معنوى، موت للنخوة والكرامة، لا كما كانت من قبل تضحى بالغالى والنفيس من أجل أن تحيا حياة العزة والكرامة.


    (حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم)

يعمل...
X